مقابلة حصرية مع عمار طبا، نائب رئيس هواوي في الشرق الأوسط

-

دور الرقمنة في دعم النمو الاقتصادي

أجرت تك إكس ريفيو، مقابلة حصرية مع عمار طبا، نائب رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط، للحديث عن دور الرقمنة في دعم النمو الاقتصادي، ومواصلة هواوي تعزيز استثماراتها في المنطقة وحول العالم والاستدامة والأمن السيبراني والعديد من الملفات الأخرى.

أشار رئيس مجلس إدارة هواوي مؤخراً إلى الاستثمارات المتزايدة في تحديث النموذج التقني. ما أثر ذلك على المؤسسات في الشرق الأوسط؟

تؤكد الملاحظات التي أشار إليها رئيس مجلس الإدارة الدوري على التزام هواوي بمواصلة استراتيجية العولمة بما في ذلك تحقيق قيمة تجارية واجتماعية جديدة لعملائنا في الشرق الأوسط. ونعتقد أننا قادرون على توفير هذه القيمة من خلال تعزيز استثماراتنا في التقنيات الأساسية والتي تسهم في تحديث النموذج التقني الحالي. وتجاوزت استثماراتنا في البحث والتطوير على مدار العقد الماضي 110 مليار دولار حيث خصصنا أكثر من 10% سنوياً من إيرادات مبيعات هواوي للبحث والتطوير لنستمر في تحقيق مزيد من الانجازات لعملائنا وتقديم مزيد الابتكارات الضرورية لمستقبل اعمالهم.

هدفنا هو تحديث النظريات والتصاميم والبرمجيات الأساسية التي تعتمد عليها تقنية المعلومات والاتصالات. وتضع دول الشرق الأوسط في مقدمة أولوياتها نشر التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس والتقنيات المتكاملة مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لتعزيز أعمال وخدمات القطاعات الرئيسية. ومن خلال هذا النهج، لا نسهم في تعزيز الاستدامة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات فحسب، بل نعزز قدراتنا التنافسية على المدى المتوسط والطويل ونسهم في بناء المنظومة الشاملة والمتكاملة لتقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة.

بعض التوقعات تشير إلى أن أكثر من 50% من الاقتصاد العالمي سيعتمد على التقنيات الرقمية في عام 2022. هل هذا صحيح برأيك؟

توصلنا من خلال نقاشاتنا مع الشركات والحكومات في المنطقة إلى أن مصطلحي “الاقتصاد” و”الاقتصاد الرقمي” أصبحا متلازمين بشكل أكبر. وعلى مدار العامين الماضيين، أدى تسارع التحول الرقمي في المنطقة إلى حدوث تغييرات كبيرة لم يعد بالإمكان إيقافها. وعلى الرغم من أن هذا التحول يختلف بين الدول والقطاعات، ولكن الحقيقة هي أن التحول الرقمي – والبيانات – ستبقى من المقومات الأساسية لتنمية الاقتصاد الرقمي على مدار الأعوام القادمة. وفي تقرير “العالم الذكي 2030” الذي نشرته هواوي – على سبيل المثال – توقع الخبراء أن يزداد حجم البيانات التي سيتم نقلها على المستوى العالمي سيزداد بـ 14 مرة على مدار العقد القادم.

هل تشعرون بالقلق من تسييس القضايا التقنية مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وغيرها؟

يعود الفضل في التطور التقني الذي يشهده العالم إلى التعاون في وضع المعايير التقنية وجهود الابتكار المشترك ضمن الأنظمة الإيكولوجية المشتركة. وهناك إجماع بين كافة الدول على التحذير من مخاطر تسييس القضايا التقنية على مسيرة التطور التقني والقدرة على توفير مزيد من الابتكارات للبشرية. وقد عبرت هواوي عن رأيها بخصوص ذلك مراراً وتكراراً بقولنا أنه يجب أن تتم مناقشة القضايا التقنية مثل المعايير أو سلاسل التوريد أو تنمية المواهب وغيرها بمعزل عن الاعتبارات السياسية، وأن يكون الهدف المشترك للقطاعين العام والخاص في أي بلد هو بناء منظومة تقنية شاملة ومتكاملة تؤدي الغرض منها على مستوى إنتاج مزيد من الابتكارات التي تخدم بناء مستقبل أفضل للجميع.

بالنسبة للاستدامة، هل تتوقع أن تلقى تقنية المعلومات والاتصالات النظيفة مزيداً من الاهتمام في 2022 ومابعده في ظل الأهداف التي حددها مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون للتغير المناخي؟

لطالما كانت الاستدامة والمنتجات والحلول الخضراء من أولوياتنا. وندعم بثقل استراتيجيات الدول الطموحة لتحقيق الاستدامة مثل الإمارات والسعودية وغيرهما والتي تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني. ويرغب العديد من شركائنا في المساهمة في جهود مواجهة التغير المناخي من خلال ابتكار الشبكات ومراكز البيانات النظيفة ومنخفضة الكربون وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة. ونحن بدورنا ملتزمون بدعم هذه الجهود من خلال وحدة أعمال هواوي للطاقة الرقمية والتي تشرف على العديد من المشاريع الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

وتتمثل إحدى أولويات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في مساعدة شركات الاتصالات على تحسين استهلاك الطاقة من خلال توفير المحطات والشبكات والعمليات التي تحد من استهلاك الطاقة، مما يسهم في الحد من البصمة الكربونية ونفقات الطاقة من أجل تحقيق أهداف خفض التكلفة. وهذا هو الأساس الذي تعتمد عليه استراتيجية “بتات أكثر، طاقة أقل”.

في ظل التحول الرقمي المتسارع، هل يتم اليوم وضع الأمن السيبراني على أولويات نقاشات المحافل الدولية لصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات؟ وما الذي يعنيه ذلك للمؤسسات في الشرق الأوسط؟

ما زال الأمن السيبراني من التحديات الكبيرة التي تواجه الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن المؤسسات اعتمدت على حلول النقاط والمنصات المعزولة لكي تضمن سلامتها من الجرائم الإلكترونية، ولكن من الواضح أن التعاون – وليس العزلة – هو أفضل نهج لمواجهة التهديدات الإلكترونية، فالأمن السيبراني ليس مسؤولية جهة واحدة، وإنما هو مسؤولية مشتركة تتطلب تعزيز التعاون بين الحكومات ومؤسسات المعايير وموفري التكنولوجيا على وضع فهم مشترك لتحديات الأمن السيبراني وأفضل السبل للتعامل معه، بما في ذلك دخول المستهلك ضمن هذه المسؤولية.

وتشاركنا العديد من المؤسسات في الشرق الأوسط هذا الرأي. ولذلك، يجدر بنا أن نركز على جهود المنظمات الدولية والإقليمية المتفق عليها من قل كافة الأطراف في مجال المعايير مثل الجمعية الدولية لهاتف النقال (جي اس ام ايه) وجمعية شراكة الجيل الثالث 3GPP ومنظمة المؤتمر الإسلامي في الشرق الأوسط. ولا شك بأن مبادرات التعاون المشترك ستسهم في تعزيز ثقة الأشخاص والشركات والهيئات التنظيمية بأمن المنتجات والخدمات التي يعتمدون عليها.

قطعت تقنية الجيل الخامس أشواطاً كبيرة في المنطقة. ماذا يعني أن نكون في “عصر الجيجافيرس”، وما الذي يجب على شركات الاتصالات في الشرق الأوسط القيام به لمواكبة التزايد الكبير في الطلب على النطاق الترددي العريض؟

يشير هذا المصطلح إلى أن الطلب على النطاق الترددي العريض يتزايد بمعدلات غير مسبوقة. ولذلك، يجب على شركات الاتصالات أن تكون جاهزة لتوفير تجربة الجيجابت للجميع – أي المستهلكين والشركات على حد سواء. ويتطلب ذلك تعزيز نطاق تغطية الجيجابت في جميع المناطق من أجل دفع عجلة التحول الرقمي في مختلف القطاعات. ويتم في الوقت الحالي تصميم الجيل الجديد من تقنيات النطاق العريض الفائق والهوائيات المتعددة لتحسين أداء الشبكات والحفاظ على كفاءة الطاقة. كما يتم تصميم الشبكات التي تعتمد على الحوسبة السحابية لمساعدة شركات الاتصالات في الشرق الأوسط على ابتكار حالات استخدام جديدة للجيل الخامس ونشر الجيل الخامس على نطاق أوسع.

أعلنت هواوي مؤخراً عن خطط لتوفير المزيد من مناطق الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط. ما هي الخطط الأخرى التي ستنفذونها في سوق الخدمات السحابية؟

نعمل على تحقيق التحول الرقمي كخدمة، وتوفير المقومات الأساسية التي تشمل البنية التحتية والتكنولوجيا والخبرة كخدمة. ونعمل من خلال شراكاتنا وتعاوننا مع شركات الاتصالات على وضع الأسس المتينة للحوسبة السحابية من أجل تطوير الشبكات والارتقاء بمردودها لكافة القطاعات والصناعات الأخرى. وبفضل خبرتها التي تمتد على مدار أكثر من 30 عاماً في تقنيات المعلومات والاتصالات ومنتجاتها وحلولها، تساعد “هواوي كلاود” شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم على نشر خدماتها بالاعتماد على التصميم الموزع والذي يعتمد على الحوسبة السحابية ونماذج المبيعات المتعددة.

وتلتزم “هواوي كلاود”بتحقيق النمو بالتعاون مع الشركاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث أعلنت هواوي في العام الماضي – على سبيل المثال – عن استثمار 15 مليون دولار في برنامج “واحة هواوي كلاود” والذي يهدف إلى مساعدة 3.000 خبير ودعم أكثر من 1500 شريك فني واستشاري وتعزيز قدرات الحوسبة السحابية في أكثر من 100 شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked