مقابلة خاصة مع جوليا رفولو المدير العام لـ فيتشر كابيتال GPCA

-

ريادة الأعمال في مصر تستفيد من مستويات عالية من المواهب ورأس المال المؤسسي المحلي

أجرى الحوار، أشرف جابر

جوليا رفولو، هي المدير العام لـ فيتشر كابيتال GPCA، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية قائمة على العضوية وتمثل مستثمري رأس المال الخاص الذين يديرون أكثر من 2 تريليون دولار من الأصول في آسيا، أمريكا اللاتينية، أفريقيا، أوروبا الوسطى والشرقية، والشرق الأوسط. أجرت معها تك اكس هذا الحوار الخاص..

بداية، من هم أعضاء جمعية رأس المال الخاص العالمية GPCA؟

المنتسبون الى مؤسستنا هم مستثمرون في الصناديق والمؤسسات ومن ضمنها رأس المال الخاص، رأس المال الاستثماري، الائتمان الخاص، الأصول العقارية، برامج التقاعد، صناديق الثروة السيادية، وغيرها.

تربط “جي بي سي أيه” المشاركين الرئيسيين في السوق وتؤثر عليهم، كما تعزز القطاعات، الاستراتيجيات، والصفقات التي ستحقق عوائد الاستثمار وتفي بالاحتياجات المجتمعية. يتمثل أساس عمل “جي بي سي أيه” في إنشاء بيانات وأبحاث خاصة، مثل تقرير رؤية البيانات لمنطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا الأخير.

أصدرتم مؤخراً “رؤية البيانات لمنطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا”، ما هي أبرز النتائج؟

بعد عدة سنوات من الخمول، شهدنا انتعاشًا كبيرًا في استثمار رأس المال الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ بداية عام 2020.

تقود الثورة الرقمية العالمية، (التي ادّت جائحة كوفيد 19 الى تسارعها)، زخم رأس المال الخاص في المنطقة، بما في ذلك نشاط رأس مال استثماري قياسي (حيث تم استثمار 1.4 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2022) وصفقات رأس مال خاص بارزة للشركات الناجحة الممكّنة تكنولوجياً مثل VFS Global (1.1 مليار دولار أمريكي) وGroup 42 (800 مليون دولار أمريكي)

في الوقت نفسه، تعمل الحكومات في المنطقة على تحويل أصول الطاقة القديمة إلى نقود، وإدخال اتفاقيات البيع وإعادة التأجير مع صناديق البنية التحتية الخاصة، واستخدام بعض رأس المال هذا للاستثمار في التكنولوجيا المحلية.

أخيرًا، أثبتت صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط أنها من بين أبرز المستثمرين العالميين، حيث شاركت في بعض من أكبر صفقات البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة في آسيا، وسط وشرق أوروبا، وأفريقيا.

بعثت الثورة الرقمية العالمية حياة جديدة في مجال رأس المال الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – ما هي القطاعات التي تستفيد من معظم صفقات رأس المال الخاص؟

تجذب الشركات المدعّمة بالتكنولوجيا عبر القطاعات استثمارات رأس المال الخاص. اما من جهة رأس المال الخاص، فنرى النشاط الأكبر في شركات تكنولوجيا المعلومات والخدمات التجارية والمهنية الناجحة، بالإضافة إلى منصات الرعاية الصحية التي تم إطلاقها من المنطقة الطبية الحرة في دبي. تقود شركات التكنولوجيا المالية نشاط رأس المال الاستثماري الذي يلبي الطلب على خدمات الاستثمار في العملات المشفرة، المدفوعات الرقمية، وخيارات “اشتر الآن وادفع لاحقًا”. مجال مهم آخر يتعلق بتكنولوجيا المطاعم والمطابخ السحابية الناشئة يتضمن استثماراً ب 11 مليون دولار أمريكي لتطبيق “Eat” ومقره البحرين قبل بضعة أسابيع.

يذكر التقرير أن مصر هي واحدة من أكبر وأسرع أنظمة ريادة الأعمال نموًا في المنطقة، ما الذي يجعلها جاهزة للابتكار؟

يستفيد النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال في مصر من مستويات عالية نسبيًا من المواهب الهندسية ورأس المال المؤسسي المحلي. نظرًا لروابطها التجارية، فإن الشركات الناشئة في المنطقة مهيأة جيدًا للتوسع في كل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومناطق أفريقيا جنوب الصحراء.

في الوقت نفسه، نرى مبادرات حكومية تهدف إلى دفع رأس المال إلى الأعمال الخاصة، مثل القوانين الأخيرة التي تتطلب من البنوك المصرية تخصيص 25% من محافظ قروضها لدعم الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة، مع تمويل رأس المال الخاص الذي يمثل سبيلاً للوفاء بحصصها. ونتيجة لذلك، مثلت الصناديق التي تركز على جمهورية مصر 44% من الأموال التي تم جمعها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 2021.

كيف يقارن استثمار رأس المال الخاص في منطقتنا بالمناطق الأخرى من العالم؟

من بداية منخفضة، زاد النشاط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسرعة في السنوات الأخيرة، وارتفع إجمالي الاستثمارات بسبب صفقات النفط والغاز الضخمة الجديدة، والتي تمثل بعضًا من أكبر استثمارات رأس المال الخاص التي سجلتها “جي بي سي أيه” منذ عام 2008. ومع ذلك، لا يزال نشاط الائتمان الخاص أقل من أسواق رأس المال الخاص العالمية، ولكننا بدأنا نشهد صفقات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقيادة لاعبين عالميين مثل “بلاكستون” و”سيلفر لايك”.

وبينما لا يزال نشاط رأس المال الاستثماري أقل من أسواق رأس المال الخاص العالمية الأخرى على نحو مطلق، شكّلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من الأسواق التي شهدنا فيها زيادة في نشاط الصفقات في الربع الثاني من عام 2022 وسط التصحيح التكنولوجي العالمي. يمكن مقارنة نشاط رأس المال الاستثماري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليوم بمستويات النشاط التي سجلناها في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية في عام 2018.

كيف تتوقعين آفاق استثمار رأس المال الخاص للمنطقة في عام 2023؟

هناك الكثير من عدم اليقين في الأسواق العالمية في الوقت الحالي، لكن المستثمرين في شبكتنا يتوقعون الاستمرار في إيجاد فرص قوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

نظرًا لأزمة الطاقة العالمية والمخاوف المتعلقة بتغير المناخ، يلاحق المستثمرون فرص الاستدامة البيئية في أسواقنا، لكننا لم نر هذا الموضوع يتم تفعيله في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد. كان هناك عدد قليل من الصفقات البارزة التي تركز على المناخ: على سبيل المثال، في أبريل 2022، استحوذت “اكتيس” على حصة 50% في “إميكول”، ومقرها دبي، بهدف إنشاء منصة تبريد مستدامة وموفرة للطاقة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نأمل أن نرى المزيد من الصفقات التي تركز على المناخ في عام 2023، خاصة وأن دول المنطقة تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها بعيدًا عن النفط والغاز.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked