بقلم: شونلي وانغ
نائب رئيس هواوي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى
شهدت المنطقة تسارعاً كبيراً في وتيرة التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي على المستويين الاجتماعي والاقتصادي لاسيما في السنوات القليلة الماضية. وأدى الشباب الموهوبون دوراً أساسياً في تحقيق تلك التغيرات بفضل تبني ثقافة الاستكشاف والابتكار، وأصبحت المعرفة التقنية من المقومات الأساسية لدفع عجلة التنمية في المنطقة في المستقبل.
تشهد تقنية المعلومات والاتصالات تطورات متسارعة في ظل تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية على المستوى العالمي، حيث وضعت أكثر من 170 دولة استراتيجيات محددة لتحقيق التحول الرقمي وتنمية الاقتصاد الرقمي والذي يعتمد على تعزيز ورفع مستوى المهارات الرقمية بشكل كبير. ويواجه العالم فجوة كبيرة في المواهب التقنية، حيث توقعت الأبحاث أن يصل النقص في متخصصي تقنية المعلومات والاتصالات إلى 10 ملايين متخصص في جميع أنحاء العالم على مدار العقد القادم. ولذلك، نتعاون مع شركائنا في المنطقة على تنمية النظام الإيكولوجي المتماسك للمواهب الرقمية ووضع التكنولوجيا الرقمية في متناول الجميع.
ونحرص في هواوي على تنفيذ العديد من برامج المسؤولية الاجتماعية من أجل تنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات بما في ذلك مسابقة هواوي السنوية لتقنية المعلومات والاتصالات والتي اختُتمت نسخة العام 2022 منها بنجاح في ديسمبر الماضي، مما يعكس أهمية دور التعاون بين القطاعين العام والخاص في رعاية المواهب التقنية وتنمية قدراتهم وإعداد الجيل القادم من قادة التكنولوجيا. وتدرك الحكومات في دول المنطقة أهمية بناء المهارات الرقمية كعامل أساسي لضمان الجاهزية الرقمية للخدمات الحكومية حيث تركز على تعزيز قدراتهم ومعارفهم التقنية لتمكين التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالاعتماد على التقنيات الرقمية من خلال عقد الشراكات التي تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية و تعزيز مسيرة التحول الرقمي.
وشارك 19.300 طالب من 472 جامعة وكلية من جميع أنحاء المنطقة في مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في العام الحالي، حيث تم توفير التدريب للطلاب وشاركوا في المسابقة التمهيدية تلاها الاختبار الوطني الذي أُجري في مكاتب هواوي في الدول المشاركة. ووصل 45 طالباً إلى النهائيات الإقليمية في مسقط بسلطنة عمان حيث تم تقسيم الطلاب الموهوبين إلى 15 فريقاً برفقة معلميهم الأكاديميين وتم توفير منصة تنافسية تتمتع بالكفاءة لهم من أجل تمكينهم من مناقشة أفكارهم وتبادل المعلومات للمساهمة في تعزيز مهاراتهم العملية وقدراتهم التقنية والابتكارية وتمكينهم من استخدام التقنيات والمنصات الحديثة. وشارك في المسابقة طلاب من دول المنطقة الإحدى عشرة التي نعمل فيها – وتشمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر والأردن وعُمان ولبنان وباكستان والعراق ودولة كازاخستان التي شاركت في المسابقة لأول مرة – مما يعكس الجهود المشتركة في المنطقة لتعزيز مهارات تقنية المعلومات والاتصالات.
ونواصل تنظيم برامج تنمية المواهب التقنية حيث تمتلك دول المنطقة العديد من الشباب الموهوبين في تقنية المعلومات والاتصالات. وتواصل الفرق المحلية المنافسة القوية في مواجهة الفرق الدولية في المسابقة العالمية، حيث حقق فريق من جامعة صلاح الدين في العراق – على سبيل المثال – الجائزة الكبرى لمسابقة الابتكار في النهائيات العالمية لمسابقة تقنية المعلومات والاتصالات في شينزن بالصين والتي شاركت فيها فرق من جميع أنحاء العالم. كما نالت فرق من باكستان ولبنان والأردن والمملكة العربية السعودية جوائز تقديرية على الابتكارات التي قدموها.
وشارك الطلاب في مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات 2022 والتي شهدت مشاركة أكثر من 75.000 طالب من مختلف دول المنطقة بدءاً من إطلاقها في عام 2017. وواصل الشباب المشاركون العمل في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وساهموا في دعم مجتمعاتهم المحلية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في بلدانهم.
وحققت مبادرة بذور من أجل المستقبل الرائدة والتي ننفذها للإيفاء بمسؤولياتنا الاجتماعية نجاحاً كبيراً منذ إطلاقها في عام 2008. ويسهم البرنامج في تنمية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات المحلية من خلال مشاركة المعرفة بين الطلاب على المستوى الدولي والارتقاء بمستوى الوعي بالتكنولوجيا وتعزيز دور الشباب الموهوبين في تنمية الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
يسهم كل من برنامج بذور من أجل المستقبل ومسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وأكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات ومراكز الابتكار والمختبرات المشتركة ومبادرات المسؤولية الاجتماعية التي ننفذها في تمكين الآلاف من الشباب العرب سنوياً من دخول سوق العمل في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ومساعدة دول المنطقة على بناء الاقتصاد المستدام والقائم على المعرفة. وتعتمد هواوي على البرامج والمبادرات لتنمية النظام الإيكولوجي للمواهب التقنية في المنطقة وتحقيق التحول الرقمي ونشر التقنيات المبتكرة مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
وتعكس هذه المبادرات دور التعاون في ردم فجوة المواهب التي تواجه المؤسسات في جميع أنحاء العالم. ولا يمكن للجامعات والحكومات أن تنفذ هذه المبادرات بمفردها، حيث يؤدي التعاون مع الشركات التقنية دوراً أساسياً في نجاح مبادرات وبرامج المواهب. وتعاونت هواوي مع 22 وزارة و472 جامعة وكلية من 11 دولة والشركاء من القطاعين العام والخاص على تنظيم مسابقة تقنية المعلومات والاتصالات للعام الحالي من أجل تقديم نموذج مشترك يتمتع بالكفاءة لتنمية المواهب التقنية. كما وحظي برنامج بذور من أجل المستقبل بدعم من كبار المسؤولين الحكوميين في جميع أنحاء المنطقة.
وركزت مبادرات تنمية المواهب التقنية على ابتكارات تقنية المعلومات والاتصالات على مدار الأعوام الماضية مما يعكس أهميتها ودورها في إعداد متخصصي التكنولوجيا. ويتزايد الطلب على الدورات التدريبية التي تلبي الاحتياجات التقنية في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والجيل الخامس. وتعكس حالات الاستخدام المتزايدة في السوق الصينية وبقية الدول دور التقنيات المبتكرة في تنمية الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
وتؤدي مهارات تقنية المعلومات والاتصالات دوراً كبيراً في تنمية الاقتصاد الرقمي من خلال المساهمة في تنفيذ خطط التنوع الاقتصادي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية على المدى الطويل. وحددت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية محو الأمية الرقمية كواحدة من الكفاءات التعليمية الأساسية في المستقبل، مما يتطلب وضع استراتيجية على المدى الطويل لتوفير القدرات اللازمة للشباب من أجل تمكينهم من المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتثق هواوي بدور التعاون المفتوح في تعزيز الابتكار، حيث يسهم التعاون في تنمية قدرات الباحثين وإعداد قادة المستقبل للمساهمة في بناء الاقتصاد العالمي الديناميكي والمبتكر. ولذلك، يجب علينا تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل بناء المستقبل المستدام والشامل للجميع. وستواصل هواوي التعاون مع الشركاء والعملاء والدول من أجل تحقيق رؤيتها في بناء عالم ذكي ومتصل بالكامل.
