6 خطوات لتحوّل الشركات إلى المسار المعتمد على البيانات

-

بقلم أحمد شاكورة، نائب الرئيس الإقليمي، الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ، “كلاوديرا”

لم يعد هناك شك في أن اتباع نهج يعتمد على البيانات أصبح أمرًا ضروريًا لتسريع وتيرة النمو في عالم الأعمال الحديث. ومع ذلك، فإن الاعتماد على البيانات يستغرق وقتًا للتحوّل، ولا يحدث بالتبعية بين عشية وضحاها. إن هذا التحوّل رحلة تشمل العديد من الجوانب المختلفة للأعمال، على مختلف المستويات الوظيفية والثقافية والتشغيلية.

هذه الخطوات الست التالية مصممة لمساعدة المؤسسات والشركات على النجاح في التحوّل إلى الاعتماد على البيانات:

1. التغيرات الثقافية

أصبحت أنشطة الأعمال (LOBs) أكثر طموحًا بشأن ما يمكن القيام به بواسطة البيانات. غالبًا ما يرغب مسئولو أنشطة الأعمال في تحقيق نتائج معقدة في إطار زمني ضيق للغاية. هذا من شأنه أن يجعل اعتماد المؤسسات على النهج التقليدي شديد الصعوبة، فلم يعد من الممكن أن تطلب فرق أنشطة الأعمال البيانات اللازمة لها من فرق تقنية المعلومات.

بدلاً من ذلك، ففي البيئات التي تتبني الاعتماد على البيانات يجب التنسيق الوثيق بين فرق أنشطة الأعمال وتقنية المعلومات، خاصة فيما يتعلق بالأهداف والبيانات والعمليات. وبالتالي لكي تتمكن فرق تقنية المعلومات من تقديم شراكة ناجحة لأنشطة الأعمال (LOB)، تحتاج هذه الفرق إلى فهم الأدوات الجديدة والأساليب المتاحة في السوق، بما يجعل توزيع البيانات من المديرين التنفيذيين والإدارة إلى مجموعات العمل أمرًا يمكن تصوره وتطبيقه، مع الحفاظ على صلاحية اتخاذ القرارات وفق إطار العمل الأساسي.

علاوة على ذلك، يجب القضاء على التفكير الراسخ بأن البيانات لها مجموعة محددة هي بمفردها الموكلة بها. فبيانات المؤسسة تخص كل طرف بها، وليس مجموعة بعينها. فالانسجام هو كلمة السر للنجاح التنظيمي والمؤسسي.

2. إشراك فرق أمن البيانات والمساءلة من بداية الطريق

في حين أن أنجح الشركات تعمل على إتاحة الوصول للبيانات للجميع، فمن المهم الحفاظ على سرية البيانات الحساسة. يعني هذا ضرورة التوعية بمفاهيم أمن البيانات والمسئولية القانونية من بداية المرحلة الأولية للتحوّل إلى ثقافة الاعتماد على البيانات. كما يجب على منصات البيانات بالمؤسسة تبسيط طريقة قراءة مجموعات البيانات، وتحسين كيفية تمييز المستخدمين بين أنواع البيانات المختلفة لتحديد الفئات الحساسة التي لا ينبغي مشاركتها وما يجب مشاركته لدعم أهداف العمل.

من المهم التمتع بالقدرة على تحديد مكان وضع البيانات شديدة الأهمية أو المعرضة للخطر، ومن يمكنه الوصول إليها، وكيف يمكن التحكم في إمكانية الوصول هذه للتأكد من أن مجموعة محددة فقط من الأفراد يمكنهم الوصول إلى هذه البيانات الحساسة.

كما يجب أن تراقب منصة البيانات سجل الوصول إلى البيانات وأي تحويلات أو معالجات طوال دورة حياة هذه البيانات.

3. تبني استخدام أطر عمل السحابة الأصلية والبيانات السحابية العامة

لتجهيز هيكل رشيق للبيانات، من المفيد استخدام قدرات السحابة العامة المتاحة عند الطلب والخاضعة للتنظيم والرقابة. تختلف القدرات والقيمة وإمكانية الوصول من أي مكان من سحابة عامة إلى أخرى، وبالتالي فإن اتباع نهج “السُحب المتعددة” يمكّن المطورين من تحديد أفضل منصة سحابية متاحة لكل مجموعة بيانات فردية ومن ثم استخدامها. يؤدي هذا بالتبعية إلى تحقيق مستويات توافق أفضل، مما يؤدي بالتالي إلى تحسين الأداء وتقليل التكاليف وتحفيز الابتكار. وبهذه القدرات لم تعد هناك حاجة لإنشاء المطورين لنظام تقنية معلومات احتياطي (نظام ظل) لمواجهة تحديات تطبيقاتهم.

4. تحويل خوادم البيانات المحلية بمواقع العمل إلى سحابة خاصة

على الرغم من جاذبية حلول السحابة العامة التقنية، تعتمد الشركات على التطبيقات المحلية الموجودة بمواقع العمل، مع توقع اتباع نفس النهج لعدة عقود في المستقبل. لتصبح المؤسسات معتمدة على البيانات، يجب عليها تحسين كيفية إدارتها واستخلاصها للرؤى الناتجة عن بياناتها بمراكز البيانات المحلية الموجودة بمواقع العمل. تتلخص الفكرة في تحويل عمليات النشر المتجانسة لقدرات الحوسبة وذاكرة التخزين المؤقت المستنزفة بالفعل، إلى سحابة خاصة مع التحلي بالقدرة الكاملة على التكيّف والاستعداد بفضل ما توفره السحابة العامة، بما في ذلك جميع الأوامر المطلوبة.

5. الربط بين نوعي السحابة (الخاصة والعامة) للحصول على نموذج بيانات هجين

عبر الربط بين إطار العمل المحلي والسحابة الخاصة، أصبح من المثالي ربط السحابة الخاصة بعدة سُحب عامة، وبالتالي تيسير الوصول إلى السحابة الخاصة – عبر نموذج البيانات الهجين الذي تنشئه.

من شأن هذا النموذج تسهيل عملية الإشراف على البيانات أثناء التنقل، مما يوفّر تفسيرات آنية دون عناء. علاوة على ذلك، يوفر ذلك الحل المرونة الكاملة لأتمتة كيفية انتقال التكليفات والبيانات عبر أي منصة مختارة، لتحسين الأداء والأمان والتكلفة.

6. التقنية شديدة الأهمية

لا تنتهي رحلة التحوّل بمجرد تشغيل العتاد والبرمجيات المخصصة لنموذج البيانات الهجين. فالأدوات المناسبة ضرورية للحصول على رؤى وتحليلات آنية. يجب أن تتوافق الأدوات المختارة مع جميع التفسيرات وأنواع البيانات، مما يمكّن المستخدمين من تحقيق الاستفادة من الخدمات المتكاملة لتلبية المتطلبات الفردية وبكفاءة مرتفعة .

أخيرًا، ينبغي التأكيد أن الهدف الرئيسي يتمثّل في الحصول على الأدوات التي تمكّن من الأتمتة! هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للموظفين من خلالها تحقيق الاستفادة الكاملة والسيطرة على الحجم الهائل من البيانات المتاحة لهم.

الخلاصة

قد يرى البعض أن مرحلة البداية للتحول إلى شركات تعتمد على البيانات تسير بسرعة السلحفاة. ومع ذلك، فإن هذا التحوّل يستحق كل هذا الجهد بالتأكيد. في ظل بيئة الأعمال شديدة التنافسية التي نعاصرها اليوم، فإن تحويل الثقافة المؤسسية للاعتماد على البيانات أمر له مردود شديد الإيجابية. ولذا فإن العثور على زملاء يفهمون التحديات التي تواجهها الشركات الكبيرة التي تتعامل مع الحمل الزائد للبيانات أمر لا غنى عنه، لتمكين الشركات من التحوّل المنشود.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked