رئيس شبكات نوكيا يشن هجوماً على نوافذ الاتصال المفتوحة

-

أعرب “تومي أويتو” رئيس شبكات الهاتف المحمول في نوكيا، الشركة العضو في برنامج شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة (أوبن ران Open RAN)، عن شكوكه الكبيرة تجاه تقنية شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة (أوبن ران)، وذلك على الرغم من ثناء “نوكيا” في السابق على هذه التقنية الجديدة بشكل أكبر من منافسيها إريكسون التي رحبت بها بشكل حذر، وهواوي التي كانت متحفظة تماماً على جدوى هذه التقنية.

لكن تومي أويتو لا يبدو معجباً بهذه التقنية على الإطلاق، فقد صرح في اجتماع في لندن بأن فرص شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة (أوبن ران) لتعزيز المنافسة أو خفض التكاليف ضئيلة جداً، ولا يزال التعاون مع موردين متعددين في عمليات بناء الشبكات صعباً للغاية. وهنا لا بد أن يعرف تومي أويتو أن داعمي تقنية شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة (أوبن ران) سيرون انتقاداته لها كدليل على تراجع نوكيا عن موقفها.

ويرى قطاع من أوساط صناعة الاتصالات في انتقاد تومي أويتو، أمراً غير لائق، إذ ترى شريحة من جمهور قطاع الاتصالات أن هذه التقنية ستكون ناجحة بغض النظر عن حقيقة مزاياها. وعلى الرغم من الخسائر المحتمل حصولها لدى تبني هذه التقنية، ترغب شركتا إريكسون ونوكيا أن يُنظر إليهما كشركتين تعتمدان هذه التقنية وتذودان عنها. ولربما واجهتا خطر إغضاب جمهورهما في حال قررتا انتقادها أو تقييدها بشكل أو بآخر.

وغالباً ما يتم الخلط بين شبكات الاتصال اللاسلكية (أوبن ران) المفتوحة والمحاكاة الافتراضية (فيرتشوالازيشن)، لكن شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة تركز بشكل أساسي على فتح بعض بوابات الواجهة بين أجزاء مختلفة من شبكة الاتصال اللاسلكية لكي يتمكن مشغل الاتصالات من التعاون مع العديد من الموردين. وفي حال عدم تبني هذه التقنية، تعتمد شركات الاتصالات عادة على مورّد كبير واحد لتوفير كل شيء. وإذا تمكنت شركات الاتصالات من جعل أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة لأحد الموردين تعمل مع موارد تقنية المعلومات الخاصة بمورّد آخر، فستتمكن الشركات من العمل مع المتخصصين وتحفيز المنافسة في سوق شبكات الاتصالات العالمي الذي تهيمن عليه إريكسون وهواوي ونوكيا، هذا ما يعتقده المدافعون عن هذه التقنية الجديدة.

لكن أويتو غير مقتنع بهذه الفكرة، فقد قال: “هناك افتراض قائم بأن زيادة أعداد الموردين تعني زيادة المنافسة وانخفاض الأسعار، ولكني أشك في ذلك”. وأضاف: “هل يتسع السوق لعشرة موردين مختلفين؟ كان هناك عشرة موردين مختلفين للمحطات الأساسية، ولكن هذا العدد تراجع مع مرور الوقت”.

ووفقاً لمسؤول نوكيا، تتكوّن الشركة الفنلندية نوكيا نفسها من ستة موردين ونصف للمحطات الأرضية، وذلك بعد العديد من عمليات الدمج والاستحواذ. وتضم المجموعة حالياً شركات ألكاتيل ولوسنت وموتورولا ونورتيل وباناسونيك وشركة دبليو سي دي ام اي التابعة لنورتيل بالإضافة إلى الشركة الرائدة نفسها. وقال أويتو: “اختفت جميع هذه الشركات لأنها لم تتمكن من الصمود والاستمرار، حيث لم يتسع السوق لها جميعاً”.

ورفض أويتو أيضاً الادعاءات القائلة بأن شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة ستكون أقل تكلفة مقارنة بالشبكات التقليدية. وقال: “هناك من يعتقد بأن شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة ستكون منخفضة التكلفة، ولكنها لن تكون كذلك فليس هناك أي ميزة من شأنها أن تجعلها منخفضة التكلفة بطبيعتها لأنها في الأساس محطات أساسية متوافقة مع مشروع شراكة الجيل الثالث، ولكنها تتضمن الواجهات البرمجية المفتوحة”.

من الواضح أن مصنعي الرقائق الإلكترونية الذين يستهدفون سوق شبكات الاتصال اللاسلكية المفتوحة يقومون بتعديل منتجاتهم. ويرى أويتو أن الجميع قد تخلوا عن الفكرة الأصلية القائلة إن عمليات معالجة النطاق الأساسي يمكن أن تتم بكفاءة باستخدام المعالجات ذات الأغراض العامة (السوق الذي تهيمن عليه شركة إنتل). وقال: “كان أول شيء تعلمه قطاع الاتصالات أن هذه الفكرة تؤدي إلى صناعة منتج كبير التكلفة، لأن هذه المعالجات ليست مناسبة للنطاق الأساسي”.

شبكات “أوبن ران” هي تقنية جديدة خاصة بشبكات الهاتف المتنقل تصمم بالاعتماد على وظائف شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة المجزأة ومواصفات الواجهات المفتوحة بين مكونات الشبكة. ويتم تنفيذ وظائف الشبكة في الأجهزة التي لا تتبع لمورد محدد، بل أكثر من مورد.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked