بقلم مازن دوحجي، نائب الرئيس في “لوغريثم” الهند، الشرق الأوسط، تركيا، وافريقيا
دفعت الزيادة في التحول الرقمي خلال العامين الماضيين إلى الاعتماد السريع على الخدمات السحابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كذلك، تعمل المبادرات الأخيرة مثل رؤية الإمارات 2021 واعتماد التقنيات الذكية على تطوير المشهد السحابي في المنطقة. ولكن، كما هو الحال مع جميع الابتكارات، ستظهر تهديدات جديدة باستمرار وستصبح التقنيات السحابية هدفًا رئيسيًا للمتسللين.
وفقًا لـ “بونيمون”، فإن تكلفة خرق البيانات تبلغ الآن 3.92 مليون دولار في المتوسط. لذلك، يتعين على الشركات في الشرق الأوسط وبقية العالم أن تكون على دراية بالتكلفة المحتملة لترك تقنيات السحابة المعتمدة حديثًا عرضة للخطر وبدون حماية مناسبة.
في عصر جديد من التهديدات، تحتاج المؤسسات في المنطقة إلى إعطاء الأولوية لتأمين خدماتها السحابية من خلال التطبيق الفعّال لقدرات الأمان المحسّنة، مثل الاكتشاف الآلي وقدرات التحقق المتقدمة.
الرؤية هي أساسية
يزيد تسريع التحول الرقمي من الضغط المتزايد على المؤسسات للحفاظ على أمان المستخدمين عند استخدام الأنظمة الأساسية عبر الإنترنت والخدمات السحابية. أصبحت الثقة والأمن اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى للحفاظ على ميزة تنافسية.
أمان السحابة هو مجال واسع، ويمكن أن يصبح مربكًا للمؤسسات التي تحاول إدارة مجموعة متنوعة من الحلول السحابية مثل البرمجيات كخدمة، البنية التحتية كخدمة، ومنصات الاتصال كخدمة.
التحدي الذي تواجهه اليوم هو ضمان أمان التطبيقات السحابية والمضي قدمًا في استخدام تقنيات مبتكرة جديدة مع تأمين حماية المؤسسة بأكملها وبيانات عملائها.
حالياً، لم تتحقق بعد الرؤية الكاملة لموقع البيانات ولأغراض استخدامها، مما يجعل المؤسسات معرضة بشدة للهجمات. في الوقت نفسه، تنعدم المهارات والقدرة على منع، اكتشاف، أو تخفيف الهجمات عند حدوثها.
هذا الأمر يضع المؤسسات في موقف صعب ويخلق معركة متواصلة بين نشر التقنيات الجديدة وتبسيط عملياتها الأمنية بواسطة جهود الابتكار. علاوة على ذلك، يجب أن تمر التقنيات الجديدة كليًا بعملية موافقة أمنية صارمة قبل نشرها. يمكن أن يتسبب هذا الأمر في تأخير توقيت إطلاق التكنولوجيا في السوق.
للتغلب على التحديات القائمة على الأمن والتي تأتي مع التحول الرقمي، تحتاج المؤسسات في الشرق الأوسط إلى التأكد من أن لديها تدابير استباقية مطبقة لتحقيق رؤية وكفاءة أكبر داخل بيئة أمان السحابة الخاصة بها.
تبسيط عمليات الأمن السيبراني
لأفضل ضمان لأمان الخدمات السحابية، تحتاج المؤسسات إلى استثمار الوقت والمال في نشر إستراتيجية أمن إلكتروني محدثة ستعمل على المدى الطويل، في بيئة تهديدات متطورة.
بدون اكتشاف سريع ودقيق للتهديدات، يتيح متوسط الوقت لاكتشاف الهجمات الإلكترونية الضارة والرد عليها للمهاجمين وقتًا كافيًا لسرقة أو تدمير البيانات الحساسة، مما قد يعرض المؤسسة بأكملها للخطر. يعد الاكتشاف والاستجابة المبكرين في دورة حياة الهجوم الإلكتروني أمرًا أساسيًا لحماية شركتك من التأثير الواسع النطاق ومواصلة التقدم في مجال الرقمنة.
نظرًا لأن المزيد من المؤسسات تدرك الحاجة إلى اعتماد نهج أمان الثقة المنعدمة، فإن وجود طريقة سريعة، فعالة، وسهلة لدمج التقنيات أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ يجب أن تكون فرق الأمان قادرة على التحقق من كل تفاعل.
كذلك، تحتاج المؤسسات في الشرق الأوسط إلى حل آلي للكشف والتخفيف يسمح لمدراء أمن المعلومات باتخاذ قرارات مبتكرة دون القلق بشأن الآثار الأمنية المحتملة.
يتيح الجمع بين الثقة المنعدمة، الكشف الآلي، وتقييمات استراتيجية الأمن السيبراني المنتظمة للمؤسسات تلبية التوقعات الأمنية التي يطلبها العملاء حالياً، مع المتطلبات المتطورة للتقنيات الجديدة.
تمكين الابتكار من خلال تأمين السحابة الخاصة بك
يجب أن يكون كبار المدراء التنفيذيون في المؤسسات في الشرق الأوسط واثقين في العمليات الأمنية، وجاهزين لدفع الأعمال إلى الأمام من خلال الابتكار على المدى الطويل. لم يعد من الممكن الحفاظ على نمو الأعمال دون اعتماد التقنيات الرقمية وتسريع الأمن السحابي في آن.
على الرغم من أن الرقمنة السريعة قد جلبت آثارًا جديدة على أمان السحابة لمؤسسات المنطقة، إلا أنه يمكن مكافحتها بواسطة مجموعة من أفضل الممارسات وحلول الأمن السيبراني المتقدمة المتوفرة اليوم. كما انه من مصلحة كل من العملاء والمؤسسات القيام بذلك على الفور. إن نشر قدرات الاكتشاف والتخفيف المؤتمتة مع نموذج أمان الثقة المنعدمة سيمنح تقنياتها التدابير الأمنية اللازمة للنجاح في بيئة رقمية شديدة التنافسية.
