ثامر عدنان شاكر يتحدث لـ”تك اكس” عن التحول الرقمي في السعودية

-

المدن الذكية، الأنسب لطبيعة الحياة المعاصرة، ويدعو لثقافة مجتمعية متجانسة مع التقنية

الرياض، تك اكس

ثامر عدنان شاكر، الخبير الاستشاري في تطوير القيادات والمنشآت، واحد من الباحثين المرموقين في المملكة العربية السعودية، تولى العديد من المناصب التنفيذية، ترأس عدداً من الشركات الخاصة، فضلاً عن عضويته للعديد من مجالس الإدارات..

وهو كذلك الأديب والإعلامي السعودي القدير، صدر له، عشرة كتب، من بينها، “صرح مصدر غير مسؤول”، “عاشق من العالم الثالث”، “عابر حياة”، “قزم.. عملاق ووطن”، و”هنا تويتر”. التقته تك اكس، للحديث عن جهود التقدم في المملكة، وبخاصة اتجاهات التحول الرقمي، فكان هذا الحوار

بوجهة نظرك، أين تصنف المملكة نفسها اليوم على خارطة العالم للتنافس التقني المتسارع؟

تحتل اليوم المملكة مكانة مرموقة بين أوائل الدول على مستوى العالم في عالم التنقية.. وهي النتيجة الطبيعية لهذا الجهد الكبير والاستثمارات الهائلة في تطوير البنية التحتية خلال السنوات القليلة الماضية، والذي لم يحدث صدفة، بل تخطيطًا وإرادة.. وعملًا دؤوبًا..

كيف نستطيع تمييز شكل وملامح التطور التقني باتجاه الثوره الصناعية الرابعة في المملكة؟

ملامح فتية، تشبه شبابها الذي ينتفض طموحًا وحماسًا.. هذا الطموح الكبير في الوصول إلى أعلى مصاف الدول لم يكن ليتم إلا من خلال قيادة شابة طموحة تدرك أن المنافسة اختلفت في هذا الزمان المتسارع، وأن لا مكان للتقاعس لمقارعة دول العالم الأول، وذلك لن يتم إلا من خلال المضي قدمًا نحو إحداث نقلة نوعية في الخدمات، من خلال تبني التحوّل الرقمي في شتى القطاعات ودمجه في منظومة العمل الحكومي.

ما أهمية توفير البنية التحتية التقنية في المملكة ودمجها في المجتمع والمعيشة؟ وأهمية خلق ثقافة مجتمعية متجانسه مع التقنيات؟

هو العمود الفقري لحياة آمنة مستقرة.. فالمعلومات تعتبر اليوم نفط العصر الحالي، فيما تمثل البنية التحتية التقنية، الشريان الذي من خلال تدب الحياة في كل، فبالتالي كان من المهم جدًا أن يتم تأسيس أجيال جديدة ذات مهارات تقنية عالية.. ليس فقط من قبيل الاستخدام، بل أعمق من ذلك بكثير.. أجيال تتخذ من التقنية سلاحًا ومعولأ، تدافع به وتبني أرض الوطن..

كيف تعمل البنية التحتية في جذب شركات التقنية أو الشركات العالمية للاستثمار والعمل؟

مما لا شك فيه أن وجود بنية تحتية قوية ومتقدمة، لعامل جذب رئيس، حيث لم تعد في هذا الزمن رفاهية أو كمالية بل العمود الفقري الذي تستند عليه أي منظومة أو كيان. لذلك إن أرادت أي دولة أن تتحول إلى نقطة جذب لقطاع الأعمال، فإن وجود بنية تحية رقمية ذات كفاءات عالية هي نقطة البداية، أو مركز الجاذبية الأكبر، من أجل توسع اقتصادي كبير وراسخ. 

ما هي القطاعات الحكومية الأكثر أهمية واحتياجا في ملف التحول الرقمي؟

لا أبالغ إن قلت أن التحول الرقمي اليوم هو العصب الأول والأهم لجميع القطاعات الحكومية، حيث لم يعد التحول الرقمي رفاهية، بل حاجة ومطلب حقيقي، لأنه ببساطة يؤثر على جودة الأداء، وكفاءته، ويزيد من سرعة الإنجاز والتي أصبحت سمة من سمات هذا العصر، الذي أصبح عنوانه الأول: الجودة والسرعة معًا.

هل ترى معايير ومقاييس خاصة بالتوجهات التقنية في المملكة على صعيد التجارة والاقتصاد؟

كما يتضح من رؤية المملكة ٢٠٣٠، أن تعدد مصادر الدخل، والانطلاق بسرعة البرق، في تحسين جودة الأداء، وتذليل جميع العواقب المتراكمة، وذلك لن يتم إلا من خلال بناء بنية تحتية رقمية قوية، وأنظمة مرنة تتماشى مع سرعة العصر ومتطلباته، لذلك كان المعيار الأهم هو مدى سرعة التحوّل الرقمي على جميع الأصعدة، وتمكين الكوادر الشابة من خلال تأهليها وتدريبها على إدارة هذا التحول، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء الاقتصادي، في شتى القطاعات.

إلى أي مدى ترون تعمق الذكاء الصناعي في البنية التحتية؟

تعمق هام ومؤثر وفعّال، حيث أن الذكاء الصناعي اليوم يعتبر النقلة النوعية الأحدث في الثورة الصناعية الرابعة لتأثيره الكبير على جودة الأعمال وسرعتها، مما يجعله عامل تغيير كبير في شتى القطاعات والمجالات. لذلك أخذت المملكة على عاتقها المضي قدمًا في المساهمة في اعتماد الذكاء الصناعي ضمن خطط بنائها لبنيتها التحتية الرقمية. بالإضافة إلى استقطاب كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، حيث ظهر ذلك جليًا من خلال المؤتمر السنوي للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والذي عقد في الرياض خلال العامين الماضيين.

بوجود التفاعل البشري مع التقنيات تتشكل قاعدة بيانات ضخمة، هل هناك خطة تنظيمية لاستخدام هذه البيانات والاستفادة منها اقتصاديا؟

كما ذكرنا سابقًا.. فإنه عصر المعلومات، حيث تُمثل عصب الحياة ونفط العصر الحديث، فغدا الاقتصاد الرقمي هو الهدف الذي تسعى إليه جميع دول العالم المتقدمة، وقد قررت المملكة ألا تتخلف عن الركب بل أن تكون أحد الرواد على هذا الصعيد، لذلك تم اعتماد الآليات الحديثة لترتيب البيانات بالإضافة إلى تطوير واللوائح والأنظمة لتسهيل الوصول إلى تنظيم البيانات، ومن ثمّ الاستفادة منها في تطوير الأداء، كما شمل ذلك إنشاء المراكز البحثية المتخصصة، ليكون ذلك أحد روافد البنية التحتية الرقمية المميزة.    

الاقتصاد الرقمي هو محل تنافس بين الدول المتقدمة، ما هي فرص المملكة حتى عام 2030 للتواجد على قائمة التنافس ؟

لقد بدأت المملكة منذ سنوات على العمل للوصول إلى هذا الهدف بالفعل منذ إنطلاق برامج الرؤية، والذي كانت أحد أعمدته، هو التحول، وتعدد مصادر الدخل، والتركيز على بناء وتطوير بنية تحتية رقمية تدفع بالتنمية، إيمانًا منها أن هذا هو المستقبل والضامن الأكبر وعنصر المنافسة الأول، كما بادرت المملكة بالمساهمة في الكثير من المبادرات العالمية، لتعزيز هذا المفهوم وترسيخه على نطاق دولي.

كيف تساهم المدن الذكية في التطور المعيشي للأفراد والمجتمع؟

في هذا العصر المتسارع وطبيعة الحياة التي أختلفت في شتى تفاصيلها، بدءًا من ومرورًا بطريقة العمل التقليدية وآلياته، وانتهاءً بالأجيال الجديدة التي تمتاز بسِمات أهمها القدرة على تعدد المهام.. لم يعد يُساهم الشكل المعتاد للمعيشة الوسيلة المثلى.. لذلك أحد أسباب مزايا المدن الذكية، هو بناء نظام معيشي يتناسب مع طبيعة الفرد وسمات الزمن المختلفة، مما يؤدي إلى رفع جودة الحياة، وبالتالي زيادة الإنتاجية. 

كيف تنزرون لقضية أمن المعلومات وأهمية بناء قاعدة بيانات محمية ومؤمنه؟

أمن المعلومات مفهوم يبدأ بوعي الفرد اتجاه ممارساته اليومية، ومعرفة أبجديات التعامل مع كل ما يقابله خلال أنشطته الروتينية المعتادة، حيث يعتبر السلوك الواعي هو صمام الأمان الأول، أمّا فيما يخص الأمن المعلوماتي العام، يبقى درع الأمان الأول هو بناء بنية تحتية رقمية صلبة، والاستثمار المستمر في تطويرها على أحدث التقنيات.

 في ظل تحديات الهجمات السيبرانية التي تشهدها عدة دول؟ كيف هيه الاستعدادات في مواجهة هذه التحديات؟

الوعي التقني المعلوماتي لدى الأفراد، هو حجر الأساس، وبالتأكيد الاستثمار المستمر في تطوير البنية التقنية، مما يؤدي إلى ردم كل الثغرات التي قد تؤدي إلى خلل في المنظومة الأمنية. في هذا العصر، أصبحت أحد الهجمات الإلكترونية، الوجه الحديث للحروب، لذلك أصبح من الضرورة بناء دروع فولاذية، لرفع درجة الأمان إلى أقصى درجة ممكنة. هي حروب مستعرة، لكن أخذت المملكة على عاتقها أن نكون من مصاف دول العالم الأول في الأمن السيبراني وقد توّج ذلك من خلال تأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وكذلك المركز الوطني للأمن السيبراني.

ماذا عن دور التقنيات المستقبلية في التعليم وأثرها ومخرجاتها، وكيفية انعكاسه على التطور المعيشي؟ وهل البنية التحتية للتقنية في التعليم من ضمن خطة التطوير؟ خاصة وأن مجتمعاتنا بحاجة لإنشاء جيل قوي ومنافس..

لا شك أن الخاسر الأكبر اليوم هو من يتخلف عن الركب، لذلك لم يعد التقاعس عن تطوير مناهجنا التعليمية، وتأسيس المعاهد التقنية الحديثة، وتمكين الشباب وتأهليهم في هذا الجانب، خيارًا.. بل غدت المنافسة على المقدمة واجبًا لا يمكن أن يُمس. ذلك من المُحال أن يحدث إلا من خلال الاستمرار في تطوير البنية الرقمية، وبناء منظومة متكاملة أهمها، تأسيس أجيال واعية، من خلال تطوير المنظومة التعليمية، بكل تفاصيلها، ومنحهم الفرصة في سوق العمل للممارسة وقيادة المنظومة بأيادٍ وطنية خالصة.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked