الريادة في “ميتافرس” هي هدف دبي

-

بقلم نيلانجان داي

تطوّر حكومة دبي من سياستها تجاه “ميتافرس”، حيث أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي استراتيجية دبي لـ”ميتافيرس” في 18 يوليو.

ما هو “ميتافرس”؟

تم تناول مصطلح “ميتافرس” كثيرًا في الأشهر الستة الماضية في لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، كما ظهر حوالي 1100 مرة في الإيداعات التنظيمية. فما هو “ميتافيرس” بالضبط ؟

بحسب تعريف الشخص العادي، انه عالم افتراضي يتيح للمستخدمين ان يفعلوا بالضبط ما يفعله الناس في العالم الحقيقي بمساعدة تكنولوجيا حديثة مثل سلسلة الكتل، العملات المشفرة، الواقع المعزز، الواقع الافتراضي وغيرها.

في “ميتافرس”، يتعين على المستخدمين تخيل عالم رقمي واحد، فريد، وغامر على الإنترنت. كما يمكنهم شراء أو بيع الأشياء، والبناء او الهدم في هذه المنطقة اللامركزية من الفضاء الإلكتروني. حتى مؤخرًا، كان يمكن لـ “ميتافرس” ان يكون المرحلة التالية من الإنترنت، ولكن مع تطبيق الـ “ويب 3.0″، وعلى الرغم من أنه في بدايته، فهذا الأمر يجعل “ميتافرس” واقعاً رئيسياً.

ولكن لماذا المراهنة بشدة على “ميتافرس”؟

الهدف هو جعل دبي واحدة من أفضل 10 مدن في قطاع “ميتافرس”، المساهمة بحوالي 4 ملايين درهم إماراتي في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، والمساعدة في خلق حوالي 40،000 وظيفة افتراضية.

لطالما دفعت دولة الإمارات العربية المتحدة باتجاه التحول الرقمي واستثمرت أيضًا بشكل كبير في التكنولوجيا الجديدة مثل الواقع المعزز، الواقع الافتراضي، الـ “ميتافيرس”، وغيرها لفترة طويلة. هناك 1000 شركة عاملة في هذا القطاع، وفي الوقت الحالي، إجتمعت هذه الشركات لإنتاج ومنح الاقتصاد 500 مليون دولار، بحسب الشيخ حمدان.

أكد عمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الرقمي، تطبيقات العمل عن بعد، ونائب المدير العام لمؤسسة دبي للمستقبل، على استخدام استراتيجيات رقمية جديدة واعتماد “ميتافرس” في قطاعات مهمة. وفقًا لما قاله العلماء، ستسرع “ميتافرس” محاولة تقديم حلول مبتكرة، تؤثر بشكل إيجابي على حياة الناس، وتحول دبي إلى واحدة من أذكى المراكز في جميع أنحاء العالم التي تقدم فرصًا اقتصادية جديدة.

ما الذي أدى إلى وضع استراتيجية “ميتافيرس” في دبي ؟

ليس الأمر كما لو أن الأمة كانت غافلة عن قطاع “ميتافيرس” قبل الإعلان عن استراتيجية دبي لـ “ميتافرس”.

أوجدت مدينة دبي ترخيصًا تجاريًا افتراضيًا في عام 2019، وأعلنت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية في الإمارة أنها أصبحت أول جهة تنظيمية في العالم تظهر وتنشىء مقرها الرئيسي في “ميتافرس”.

تم الإعلان عن “ميتافرس دبي”، أول مدينة افتراضية في العالم تستند إلى خريطة العالم الحقيقي لدبي مع جغرافيا وطوبوغرافيا المدينة في عام 2021. في العام نفسه، أطلقت وزارة الصحة الإماراتية منصة “ميتافرس” التي تتيح للأفراد الوصول إلى الرعاية الطبية تقريبًا.

استضافت وزارة الاقتصاد في دبي “إنفستوبيا”، وهي أول قمة اقتصادية في العالم تُعقد في “ميتافيرس”، كما كشفت بلدية دبي في مارس 2022 عن خطتها لجعل مدينة دبي التوأم في “ميتافرس” “حقيقة إنسانية واحدة”.

كذلك، أعلن مركز دبي التجاري عن إطلاق أول حاضنة “ميتافيرس” “ميتا انكيوبايتور” في الشرق الأوسط. كما أعلنت وكالة العقارات في دبي التي يبلغ رأسمالها عدة مليارات من الدراهم عن خططها لإطلاق قصور “ميتافيرس” لتكون جزءًا من الاتجاه الصاعد للعقارات الافتراضية.

ماذا عن الرهانات الأخرى على “ميتافرس”؟

تستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى في مشاريعها الخاصة. بالنسبة للعالم، ربما يكون بدأ الأمر مع “فايسبوك” عندما حولت اسمهم رسميًا إلى “ميتا” وانفقت الكثير من الأموال على مبادرات “ميتافرس”. من ناحية أخرى، تقوم الشركة بإعادة التنظيم داخليًا، إعادة كتابة الأوصاف الوظيفية، إعادة بناء عروض المنتجات، وإعداد إصدارات جديدة بمليارات الدولارات. بالنسبة لـ”مايكروسوفت”، فقد استحوذت على شركة الألعاب “اكتيفيجين بليزرد”.

وفقًا لشركة “ماكنزي” وشركاؤها، حققت المؤسسات، شركات الأسهم الخاصة، وأصحاب رؤوس الأموال ما يقدر بنحو 120 مليار دولار من الاستثمارات المرتبطة بـ “ميتافرس” خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، ومن المتوقع أن تزيد.

إذن ما هو الهدف من إستراتيجية “ميتافيرس” دبي؟

تهدف استراتيجية “ميتافيرس” دبي إلى تعزيز الابتكار، زيادة الفوائد الاقتصادية لـ”ميتافيرس” من خلال التعاون في مجال البحث والتطوير، وإنشاء أنظمة إكولوجية متقدمة من خلال المسرعات والحاضنات التي تجلب الشركات والمشاريع إلى دبي.

كما أنها تركز على خلق المواهب ودعم التعليم الأساسي المهم الذي يستهدف منشئي المحتوى، المطورين، وأخيراً وليس آخراً، مستخدمي مجتمع “ميتافرس”. بالإضافة الى وضع معايير عالمية في إنشاء منصات آمنة ومأمونة لمستخدمي “ميتافرس”.

سيتم أيضًا اعتماد تقنية الـ”ويب 3.0″ وتطبيقاتها لإنشاء نماذج حكومية جديدة في قطاعات مثل السياحة، التعليم، تجارة التجزئة، العمل عن بُعد، الرعاية الصحية والقانونية، وما إلى ذلك.

من المتوقع أن تشهد قطاعات الواقع الافتراضي والواقع المعزز زيادة كبيرة حيث إنها عوامل تمكين رئيسية لـ”ميتافيرس” وتساهم بالفعل بـ 500 مليون دولار مع خلق 6700 وظيفة في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

تشير الدراسات إلى أن 59% من المستهلكين العالميين حريصون على نقل نشاط واحد على الأقل من أنشطتهم اليومية إلى “ميتافرس”. وفقًا للمحللين، ستساهم “ميتافرس” بما يصل إلى 5 تريليونات دولار أمريكي في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية للرموز الغير قابلة للإستبدال إلى 80 مليار دولار، بينما يُقدر إنفاق المستهلكين على عمليات الشراء داخل “ميتافرس بـ75 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked