هل حان الوقت لتجديد هاتفك القديم؟ ربما “ليس الآن”!

-

تقرير أشرف جابر

مع ارتفاع تكلفة ضرورات الحياة اليومية مثل البنزين والطعام بسبب التضخم، وتحديات أخرى، فإن العديد من مالكي الهواتف يتمسكون بنماذجهم الحالية لفترة أطول، بحسب مسؤولين تنفيذيين في الصناعة. لذلك، تقوم الشركات بتصنيع عدد أقل من الهواتف وأجزائها، وهم يخططون لمرحلة أصعب في المستقبل.

ووفقاً لتقرير نشرته “وول ستريت جورنال” فإن شركة “شاومي” الصينية، ثالث أكبر مصنّع للهواتف الذكية في العالم بعد “آبل” و”سامسونغ”، قالت، إنها شحنت عددًا أقل من الهواتف الذكية بنسبة 26% في الربع الثاني من هذا العام مقارنة بالعام السابق، وانخفضت الإيرادات المتعلقة بالهواتف الذكية بنسبة 28% إلى ما يعادل 6.2 مليار دولار.

وذكّرت “شاومي” بتقلص طلب المستهلكين في الصين في الربع الثاني الذي شهد عمليات إغلاق مرتبطة بالوباء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود في جميع أنحاء العالم.

في الفترة نفسها، انخفضت شحنات الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم بنسبة 9% تقريبًا مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 286 مليون وحدة، وفقًا لشركة أبحاث البيانات العالمية. وسجل أكبر تراجع في السوق في الصين، لكن الولايات المتحدة ومعظم المناطق الأخرى كانت متراجعة أيضًا.

قال شون موللي، الاقتصادي البالغ من العمر 23 عامًا، أنه وجد تكلفة المعيشة مرتفعة في واشنطن العاصمة بعد انتقاله اليها مؤخرًا من أوهايو، خاصة الآن مع ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 8%. وأضاف السيد موللي، الذي يملك جهاز “آي فون أكس” إشتراه قبل عامين، إنه لا يخطط للترقية في الوقت الحالي.

وأضاف: “عندما تتعطل سيارتك، تكون بحاجة إلى شراء سيارة اخرى، ولكن تستمر في التأجيل”.

لقد تغير الوضع منذ أول عامين للوباء، ودفعت ملازمة الأشخاص لمنازلهم الى زيادة استخدامهم لهواتفهم. في تلك الفترة، كان الطلب قوياً، وكانت أكبر مشكلة لهذه الصناعة هي سلسلة التوريد التي تضررت بسبب تأخر الشحن، الإغلاق الناتج عن الوباء، والنقص في أشباه الموصلات. لم تختف هذه المشاكل ولكنها بدأت تتراجع تدريجيًا.

قالت نبيلة بوبال، المحللة في شركة أبحاث البيانات العالمية: “ما بدأ كصناعة مقيدة بالعرض في وقت سابق من هذا العام تحول إلى سوق مقيدة بالطلب”.

لكن التباطؤ ليس موحدًا. نمت مبيعات الهواتف الذكية التي يزيد سعرها عن 900 دولار أمريكي بأكثر من 20% في النصف الأول من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقًا لـ”كاونتربوينت ريسيرش”. وتشمل هذه الفئة هواتف “سامسونغ” الذكية القابلة للطي والعديد من أحدث أجهزة “آي فون” من “آبل”.

قالت “كاونتربوينت” إن هاتفاً واحدًا فقط من كل 10 هواتف ذكية على مستوى العالم يقع ضمن هذه الفئة المميزة في النصف الأول من العام، لكنه يمثل 70% من أرباح الصناعة. قال رونار بيوروفدي، محلل أبحاث “كاناليس”، إن المستهلكين الأثرياء ليسوا منزعجين من ارتفاع تكلفة النفقات اليومية وما زالوا يرغبون في امتلاك أحدث الهواتف.

على الجانب الآخر، ترى بعض شركات الاتصالات الكبرى أن عدداً متزايداً من المشتركين يتخلفون عن سداد مدفوعاتهم لأن التضخم يقضي على الموارد المالية للأسر. أضاف السيد بيوروفدي: “من الطبيعي أن لا يشتري الأشخاص هواتف جديدة حين لا يتمكنون حتى من الدفع مقابل اشتراكات هواتفهم”.

طرحت شركة “سامسونغ” في مارس طرازات منخفضة التكلفة تعمل على تكنولوجيا الجيل الخامس، وهي خطوة قالت إنها تهدف إلى تحفيز الطلب، بينما تطرح أيضًا هواتف قابلة للطي تكلف ما يصل إلى 1800 دولار.

تستفيد “آبل”، التي من المتوقع أن تطرح أحدث إصدارات “آي فون” الخاصة بها في سبتمبر، من كونها علامة تجارية راقية بشكل أساسي، ولكن هناك دلائل تدعوها لعدم الإطمئنان.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked