تجار التجزئة في الشرق الأوسط يحسمون الأولوية للعالم الرقمي في موسم الأعياد

-

بقلم روبي كيرنز، نائب الرئيس الإقليمي الأول في إفريقيا، الشرق الأوسط، وحوض البحر المتوسط لدى شركة “سيلزفورس”

كل شيء نسبي، وبخاصة لتجار التجزئة في منطقة الشرق الأوسط في موسم الأعياد المقبل، بعد الإغلاق الواسع النطاق العام الماضي والتحول السريع إلى التجارة الرقمية استجابةً لتحديات الوباء العالمي.

وفقًا لمؤشر التسوق الفصلي الأخير لشركة “سيلزفورس”، نمت الإيرادات الرقمية العالمية بنسبة 11% على أساس سنوي في الربع الثالث، وهي زيادة أعلى بكثير مما لوحظ في الربع الثاني (3%). على الرغم من تطعيم المزيد من الأشخاص والعودة إلى المتاجر، سيستمر مستقبل البيع بالتجزئة في التركيز على استقطاب ولاء المستهلكين في العالم الرقمي.

لمساعدة تجار التجزئة والعلامات التجارية على قياس أداء الأسواق خلال الأعياد، حللت “سيلزفورس” البيانات المجمعة من نشاط أكثر من مليار متسوق عالمي في أكثر من 40 دولة للحصول على رؤى عن تلك الفترة. لا تعكس هذه البيانات فقط ما يشكل موسم العطلات وكيف سيؤثر ذلك على كيفية تسوق المستهلكين في عام 2022، إنما توضح أيضًا الجهود التي على تجار التجزئة بذلها، حين يركزون على مستقبل رقمي أولاً، لتجنيب المستهلكين الاضطرابات وزيادة المرونة في أعمالهم.

اشترِ الآن.. ادفع لاحقاً

من المتوقع أن يصل النمو الرقمي في موسم الأعياد هذا إلى معدلات قياسية تبلغ 7% (1.2 تريليون دولار) على مستوى العالم، ما سيرفع أيضًا التكاليف والعبء الملموس عبر سلسلة التوريد، بالنسبة لتجار التجزئة والموردين، تشمل العديد من الملفات، على سبيل المثال لا الحصر، القدرة التصنيعية والتكاليف اللوجستية ونقص العمالة. أما بالنسبة للمستهلكين، فإن مشاكل المخزون والتكاليف المرتفعة التي تغذي التضخم تعني أنه يمكنهم توقع ارتفاع أسعار سلع التجزئة.

نظرًا لأن المستهلكين يجارون الأسعار المرتفعة، فمن المتوقع زيادة الطلب العالمي عبر اعتماد استراتيجية “اشتر الآن، وادفع لاحقًا”. من خلال نظام قناة شاملة يتيح التسوق عبر الإنترنت وفي المتاجر، يمكن لبائعي التجزئة تمكين المستهلكين بأدوات دفع بسيطة وشفافة ومسؤولة ماليًا.

المتاجر جزءًا أصيلاً من الاستراتيجية الرقمية

في حين أن التأخير في الشحن كان العائق الأساسي للمستهلكين العام الماضي، يمكن توقع طلبات أكبر وأكثر من المستهلكين. في حين ان الاختناقات في الموانئ والتكاليف المرتفعة للحاويات تشكل عوامل مؤثرة رئيسية خلال الأعياد، إلا أن مخاوف المستهلكين تتزايد حول توفر المنتج. نتيجة لذلك، من المرجح أن يتسوق المستهلكون في وقت مبكر من موسم الأعياد هذا لتجنب نفاذ المخزون، مع نمو التسوق المبكر عبر الإنترنت بنسبة 3% على مستوى العالم (إلى 129 مليار دولار).

إن الجمع بين تلبية الطلبات عبر الإنترنت من المتجر وتمكين المستهلكين من إجراء عمليات شراء مادية في المتجر، يعني أن المتاجر الفعلية ستكون بمثابة عنصر حاسم في الاستراتيجيات الرقمية في هذا العيد.

من المتوقع أن تتأثر أكثر من ستة من كل عشرة طلبات عالمية عبر الإنترنت بمواقع المتاجر المادية، بالإضافة الى خدمة المساعدة في تقديم طلب عبر الإنترنت أو من خلال تسليم الطلب في محيط المتجر. في الوقت الذي يتسبب فيه نقص العمالة بالفوضى في الفترة التي تسبق الأعياد، أصبح من الأهمية، وأكثر من أي وقت مضى، أن يلبّي موظفو المتجر الطلب المتزايد.

الأولوية لبيانات الطرف الأول وحوافز برامج الولاء

مع التشريعات العالمية الجديدة وتغيير تفضيلات المستهلكين في سبيل زيادة خصوصية الإنترنت، تواجه أقسام التسويق واحدة من أكبر الاضطرابات التي شهدتها في السنوات الخمس الماضية، من المتوقع أن تزيد كلفة تتبع نشاط المستخدم من خلال بيانات الجهات الخارجية عبر الويب وتطبيقات الهاتف المحمول، وستكون بيانات الطرف الأول، أي البيانات التي تجمعها المؤسسات عن عملائها، هي المعتمدة.

وبهدف زيادة بيانات الطرف الأول، ستصبح برامج الولاء هي أكثر شيوعًا. تتوقع “سيلزفورس” نموًا بنسبة 30% في حركة التجارة الإلكترونية من الإحالات الاجتماعية، وسيزداد التسويق عبر البريد الإلكتروني المخصص بشكل حاد مقارنة بمواسم الأعياد السابقة.

مع اعطاء الأولوية للرقمنة، يقوم تجار التجزئة في الشرق الأوسط بزيادة المرونة في نماذج أعمالهم، التكيّف مع سلوكيات المستهلك المتغيرة، والمساعدة في التغلب على الاضطرابات أثناء إعداد تجارب عملاء أكثر تخصيصًا.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked