تكنولوجيا التعليم: أنماط التعلم والأمن

-

بقلم أمين سعدي

مدير المبيعات الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا

شركة مايلستون سيستمز

تسهل التطورات التكنولوجية على المؤسسات العمل من أجل تعزيز السلامة، وتحسين تدابير الحماية، وتعزيز التعلم، وفي الوقت نفسه، من المهم أن تضع في اعتبارك أن هناك بعض القواعد والاحتياطات التي يلتزم معالجتها لضمان احترام خصوصية الطلاب.

تأمين هويات الطلاب

على الرغم من أن الفكرة الأولى التي تتبادر إلى الذهن عندما نفكر في “الحفاظ على الأمن” هي المراقبة بالفيديو، وتتبع الأجهزة الإلكترونية، وما إلى ذلك، فإن هذا ليس كل ما يتعلق بالأمن. من المهم تأمين هويات الطلاب، خاصة أثناء إدارة مجموعة عمرية أصغر.

لحسن الحظ، مع التطورات في التكنولوجيا، من الممكن الحفاظ على المراقبة في الحرم الجامعي مع إخفاء التفاصيل التي تفضل أن تكون خاصة، مثل شاشات الكمبيوتر، ووجوه الطلاب، وسبورات الحجرات الدراسية، والمزيد. من الضروري اختيار نظام إدارة الفيديو المناسب الذي يلبي احتياجات كل مؤسسة تعليمية.

خلق بيئة تعليمية أفضل

يحتاج الطلاب إلى الوقت والمساحة للتعود على البيئات الجديدة، مع الوضع في الاعتبار أن هذه القاعدة شهدت تغييرًا كبيرًا حيث إنه طوال فترة الوباء، كان الطلاب يتأقلمون مع التعلم عن بعد، أو العودة إلى الفصل الدراسي، أو التواجد في فصل دراسي لأول مرة. بالنظر إلى تقنية الفيديو من منظور العلاقة بين الطالب والمعلم، يمكن أن تساعدك في تحديد سلوكيات الطلاب.

وهذه التقنية، بالتالي، تمكّن المدارس والجامعات ومؤسسات التدريب وغيرها من خلق بيئة تعليمية أفضل وأكثر ملاءمة، وستكون هذه المساعدة التكنولوجية مفيدة بشكل خاص أثناء إدارة الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم.

على سبيل المثال، قامت منظمة غير ربحية للطلاب الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد في لبنان، بتركيب كاميرات مراقبة في فصولهم الدراسية لفهم سلوكيات الطلاب وأنماط الدراسة، والتي بدورها ساعدتهم على إنشاء بيئة تعليمية أفضل، وخطط دراسية للطلاب الفرديين، وعلاوة على ذلك، فقد أظهرت تقنية الفيديو تحسينات كبيرة في كيفية استيعاب الطلاب للمفاهيم التي يتم تدريسها في الفصل الدراسي.

الحفاظ على السلامة من المواقف غير المتوقعة

مع مراعاة السلامة، من المهم أن تظل يقظًا أثناء الأحداث غير المتوقعة مثل الكوارث الطبيعية أو التخريب أو الاعتداءات، فهناك العديد من العوامل التي يمكن أخذها في الاعتبار في مثل هذه الأحداث.

تساعد أنظمة إدارة الفيديو في الحفاظ على السلامة والأمن من خلال التقاط وتخزين لقطات من الكاميرات المثبتة في جميع أنحاء المبنى أو العقار. يمكن الوصول إلى التسجيلات عن بعد بحيث يمكن التعامل مع أي حالات طوارئ بسرعة وفعالية بدون الحاجة إلى الذهاب إلى الموقع لاسترداد إثبات الفيديو.

على سبيل المثال، واجهت المدارس في بورتوريكو الآثار المُدَمِّرَة لإعصار ماريا في عام 2017. بعد الكارثة، قررت وزارة التعليم وضع الأمن داخل الحرم الجامعي لمؤسساتها التعليمية على قائمة أولوياتها، ولقد استخدموا ميزانيتهم البالغة 25 مليون دولار لدمج حل فيديو يمنحهم تغطية كاملة لجميع المدارس الحكومية والخاصة في جميع أنحاء الجزيرة، فبمجرد اكتمال التركيبات في عام 2019، لاحظت بورتوريكو انخفاضًا بنسبة 97٪ في التعدي على ممتلكات الغير.

هذه مجرد أمثلة قليلة تستمر في إظهار كيف تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا بشكل متزايد في العديد من جوانب حياتنا، ومن الأهمية بمكان أن نستخدم فوائدها إلى أقصى حد.

إن خلق بيئة آمنة وإيجابية مدفوعة بالتكنولوجيا للطلاب والمعلمين والمواطنين بشكل عام أمر مهم ويتعين أن يكون بالفعل ذو أولوية لجميع المؤسسات التعليمية. مع وجود الأدوات والاستراتيجيات الرقمية المناسبة، يمكن لهذه المساحات المهمة جدًا أن تعزز ليس فقط التميز الأكاديمي ولكن أيضًا الصحّة الجسمانية والوجدانية.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked