أساسٌ جديدٌ للعمل الجماعي نحو تحقيق الاستدامة

-

قبل عقدين من الزمن، قمنا بنشر أول تقاريرنا حول الأثر البيئي والاجتماعي، انطلاقاً من المفهوم الذي تأسست عليه شركة HP بأن رسالتها وأهدافها تتجاوز مجرد الربح. ومنذ أيامنا الأولى، تمثلت رؤيتنا في ابتكار تكنولوجيا قادرة على تحسين حياة الجميع، في كل مكان، وبما يشمل كل إنسان ومؤسسة ومجتمع حول العالم. وكنّا مدركين تماماً أن تطوير التكنولوجيا لخدمة البشرية، سيتيح لنا القدرة على تهيئة الظروف التي تسمح بتعايش قطاع الأعمال مع المجتمع وازدهارهما جنباً إلى جنب. وعاماً بعد عام، يترسخ التزامنا نحو هذا المفهوم بصورة أعمق. وبالنتيجة، أصبحنا الآن مؤسسة أقوى تحظى بتأثير طويل المدى على العالم. وبرغم ذلك، فإن جهودنا لم تتوقف عند هذا الحدّ.

ومع تطلعنا نحو المستقبل، يبدو أننا على أعتاب عقد جديد من أكثر العقود أهمية في تاريخ الأعمال الحديث؛ حيث لاتزال جائحة “كوفيد-19” تنشر الألم والمعاناة في جميع أنحاء العالم، كما يعمل التغير المناخي على إحداث فوضى في العديد من المجتمعات، ويهدد مستقبل الكوكب الذي يحتضننا جميعاً. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نواجه أيضاً حسابات قديمة مفتوحة من عدم المساواة والتفاوتات العميقة التي تمنع الكثير من الناس من استغلال قدراتهم الكاملة. ومع أن هذه العقبات الكبيرة ستستغرق وقتاً للتغلب عليها، إلا أنه ينبغي علينا اعتبارها حوافز للتطور والتقدم.

وفي ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم من حولنا، يجب أن تتواصل جهودنا الهادفة إلى رسم ملامح المستقبل الذي نتطلع إليه. وفي HP، نطمح إلى أن نصبح شركة التكنولوجيا الأكثر استدامةً ونزاهةً على مستوى العالم. وأنا فخور بالأصالة عن نفسي بتقدمنا على مسار تحقيق أهدافنا. وفي هذا الإطار، صممنا أجندة التأثير المستدام لعام 2030 بصورة تمضي بمؤسستنا قدمًا نحو تحقيق الأهداف المنشودة، عبر التزامها بقيم HP، ودعمها لأهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة، والأولوية التي تعطيها للأنشطة التي تُعزز الأثر الإيجابي لتكنولوجيتنا ومواهبنا وبيئة عملنا بصورة أكبر.

ويتمثل هدفنا من تلك الأجندة في تشكيل مرحلة جديدة من التطور على مدى السنوات العشر القادمة، يتم فيها عكس تأثيرات التغير المناخي، ودعم حقوق الإنسان على نطاق واسع، وإضفاء طابع المساواة بين الجميع في الفرص الرقمية المتاحة. ومع مواصلة عملنا على تطوير مجموعة المنتجات والحلول الأكثر استدامة ضمن قطاع أعمالنا، نحرص على الوصول إلى اقتصاد أخضر متجدّد وخالٍ تماماً من الكربون. وبحلول عام 2040، نأمل في التخلص تماماً من انبعاثات الغازات الدفيئة ضمن منظومة توريد HP، عبر تخفيض نسبتها بمقدار 50% مع حلول نهاية هذا العقد. كما نهدف إلى تحقيق نسبة إعادة تدوير تصل إلى 75% في المنتجات والتعبئة والتغليف بحلول عام 2030.

وفضلاً عن ذلك، نسعى لتعزيز حقوق الإنسان والمساواة الاجتماعية والعرقية والجنسانية ضمن بيئة عملنا، من خلال ترسيخ ثقافة حيوية للتنوع والمساواة والدمج. وبحول عام 2030، نهدف لتحقيق المساواة بين الجنسين ضمن المناصب القيادية في HP بنسبة 50/50، وضمان وجود نسبة 30% من النساء بين القوى العاملة لدينا ضمن الوظائف الفنية والهندسية.

ونظراً للتغيرات الكبيرة التي أحدثتها التكنولوجيا الرقمية في كل جانب من جوانب حياتنا، هناك خطر حقيقي يتمثل في تخلف المزيد من الناس عن ركب التكنولوجيا الحديثة. وفي هذا الإطار، نهدف للعمل على تسريع المساواة الرقمية بما يشمل 150 مليون شخص بحلول عام 2030. ويعتبر برنامج مسرّع “HP للشراكة والتكنولوجيا من أجل الإنسانية” (PATH) جزءاً محورياً من هذه الجهود الهادفة إلى تحقيق المساواة الرقمية والدمج في مناطق لم يُعلن عنها من قبل.

والخلاصة، هي أن جهودنا على صعيد مواجهة التغير المناخي، وضمان حقوق الإنسان وتحقيق المساواة الرقمية تمثل التوجه المثالي. وبالنسبة لمن يعتقدون أن النجاحات جاءت على حساب أرباحنا، نؤكد لهم أن أجندة التأثير المستدام قد ساعدتنا على تحقيق أكثر من مليار دولار من المبيعات في عام 2020، وهو ما نجحنا به للعام الثاني على التوالي. كما أن الإجراءات التي نتخذها لمواجهة بعض من أكبر التحديات التي تعترضنا ستسهم في تقوية مجتمعاتنا مع تحفيز الابتكار والنمو في جميع أعمالنا، وهذا الأمر سيتطلب منا الكثير من العمل الجاد والاستثمار خلال السنوات القادمة.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked