3 أسرار لبناء ثقافة عمل ناجحة – مقال من بولي

-

مع العودة التدريجية للموظفين إلى العمل من المكتب، قد يواجه المديرون تحديات في إيجاد طرق جديدة لتحفيز فرقهم العاملة، خاصة بعد تجربتهم في العمل عن بُعد. هل من الممكن الانتقال بسهولة من بيئة عمل إلى أخرى؛ أو الجمع بين الاثنين فيما يُعرف باسم نظام العمل “المختلط”؟ كيف يمكن للشركات والموظفين الوصول للمعادلة الصحيحة فيما يتعلق بنظام العمل؟ كيف يمكن للشركات تلبية الاحتياجات الفردية؟ والأهم من ذلك، ما الذي يمكن أن يكسبه الموظفون وشركاتهم، وماذا لديهم ليخسروه؟ وكيف سيؤثر ذلك على ثقافة الشركة وكفاءتها ورفاهية العاملين؟

لا توجد تفسيرات بسيطة لهذه الأسئلة. ومع ذلك فقد كشفت إحدى دراسات بولي الحديثة – التوظيف والاحتفاظ بالكفاءات وتحقيق النمو ، عن بعض النتائج المتعمقة حول نظام العمل المختلط وانعكاساته على فرق العمل.

كانت إحدى أكبر النتائج التي أسفرت عنها الجائحة أن نظام العمل المختلط أسفر عن نتائج إيجابية للشركات، إذ أبلغت 72٪ من الشركات التي تبنته عن زيادة في الإنتاجية، على الرغم من الصعوبات التي واجهت الموظفين في البداية. وذلك نظرًا لعدم وجود خيارات أخرى لديهم سوى التكيّف مع الموقف، لنرى تحسنًا في إنتاجية الموظفين بمرور الوقت. في الواقع، أظهرت دراسة أجرتها “أول لابس” أن العمل عن بُعد يزيد الإنتاجية بنسبة 47٪.

الابتسامات تأتي بالمزيد من الابتسامات

إن العمل عن بُعد وعدم الاضطرار إلى الانتقال إلى العمل أو القفز من مكان إلى آخر أو الدخول في اجتماعات مطوّلة؛ قد أدى لمنح الموظفين مزيدًا من الوقت للتعاون المدروس مع الزملاء والعملاء، لوضع الاستراتيجيات وتنفيذ المشاريع.

ونظرًا لأن الموظفين لم يعودوا بحاجة إلى الركض إلى المكتب صبيحة كل يوم، فإنهم يحصلون على مزيد من الوقت للتركيز على رفاههم. على سبيل المثال، عن طريق التنزه مع كلابهم أو ممارسة الرياضة لبدء اليوم وما إلى ذلك. إن التحلي بعقلية سعيدة وهادئة يساعد على المجيء بأفكار أكثر إبداعًا كما يحفز الإنتاجية. وعلى الجانب الآخر، فالعمل بين أشخاص سعداء يجعل الموظفين يعملون بكفاءة أكبر، والسؤال الآن؛ كيف يمكن للشركات الحفاظ على ثقافة عمل ترضي كل موظف من موظفيها؟

على الرغم من أن العمل عن بعد قد أظهر عدة فوائد، إلا أن الأبحاث تظهر أن ما يقرب من 49٪ من الموظفين لا يزالون يكرهون مفهوم العمل من المنزل، بسبب ما يشعرون به من ضغط زائد وقلة الحافز للقيام بمهامهم. قد يكون بناء بيئة العمل المختلطة “المثالية” أمرًا صعبًا، حيث يحتاج الأمر إلى الوعي والشفافية. وإذا لم تجر الأمور كما هو مخطط لها، فقد يؤدي ذلك إلى شعور الموظفين بالإرهاق تحت ضغط العمل الزائد.

على الرغم من اعتراف الشركات بصراحة عن وجود ثقافة غير صحية ترهق الموظفين، إلا أن 51٪ فقط منها قد اتخذت بالفعل خطوات واعية لتجنب مشكلة الاحتراق الوظيفي. يشجّع أرباب العمل الموظفين على عدم قراءة رسائل البريد الإلكتروني أو الرد عليها خارج ساعات العمل، في محاولة للتعامل مع الضغوط الناجمة عن العمل عن بُعد.  بينما توصي شركات أخرى بأخذ فترات توقف منتظمة خلال يوم العمل، بينما ذهب 13٪ من أرباب العمل إلى نقطة أبعد من ذلك، بطلبهم من الموظفين تتبع وقت العمل وتسجيله لمنع حدوث الإرهاق الناجم عن العمل الزائد عن الحد.

اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً

تدرس معظم المؤسسات الآن كيفية بناء مستقبل نظم العمل، فمن المحتمل ألا تجتمع فرق العمل معًا مرة أخرى بنفس الطريقة التقليدية التي سارت الأمور عليها قبل الجائحة. من المتوقع أن تتبع ثقافة العمل في المستقبل أسلوب العمل في هياكل غير هرمية، وفيها يكون الجميع مسؤولون عن عملية صنع القرار في الشركة.

هناك اتفاق فيما بين أكثر من 75٪ من قادة الأعمال على أن الجائحة أجبرتهم على تعديل أساليب عملهم، مما أدى إلى الابتكار في كيفية استخدام التقنية وكذلك إدارة الأشخاص بأسلوب أكثر ذكاءً. تعمل الآن إدارات الشركة سويًا؛ سواء إدارة المرافق أو الموارد البشرية أو تقنية المعلومات لتجهيز أفضل نظام عمل مختلط ممكن يحفّز الموظفين على الإنتاجية.

العنصر البشري

عبر خلق بيئة عمل أفضل للموظفين؛ يمكن للشركات أن تربط بين الثقافة والرفاهية والإنتاجية. لقد جربت الشركات أشكالًا أخرى من الرفاهية، وبالتالي تغيّرت أفكارها عن ثقافة الشركات. يريد الموظفون ساعات عمل مرنة تناسب حياتهم الشخصية. من الضروري توفير التواصل والتعاون مع زملاء العمل من أي مكان، دون إعاقة بسبب التقنية الرديئة والأجهزة غير الاعتمادية.

عندما يشجّع المديرون الموظفين على التعبير عن آرائهم وبذل قصارى جهدهم، فإن ذلك يعزز المزيد من التقدير العميق لجهود وضع الاستراتيجيات والشمول والتعاون. علاوة على ذلك، عندما يشعر الناس بالتقدير، يزداد ولاءهم للشركة، وبالتالي يمارسون أدوارهم بإخلاص ومسئولية.

من الآن فصاعدًا، ما من شك أن أرباب العمل سيكون لهم دور مفصلي في إضفاء الطابع الإنساني على تجارب العمل المقدمة للموظفين. إن الحقيقة في أننا جميعًا عشنا أوقاتًا غير مسبوقة على الصعيدين المهني والشخصي خلال الجائحة، تجعلنا جميعًا نرى بوضوح الجانب البشري الذي يجمعنا – المخاوف والقلق، والآمال والتوقعات. ويمكن القول أن الطريقة التي يُعدّل بها زملاء العمل ثقافتهم في العمل ستكون حاسمة في تقديم تجربة عمل جذابة للموظفين، تحافظ على قيم الشركة والولاء لها.

Share







Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked
Your email address will not be published. Required fields are marked